... كنت شخصاً لا يحب الزراعة , ولكني احب النظر الى خضرة الاشجار كأي شخصٍ عادي , واحب ان استفيد من ظلالها , وطبعاً آكل من ثمارها
التي اشتريها من السوق . ولم تكن عندي هواية ولا معرفة في هذا المجال .
... وفي يوم من الايام . واذ بغصنٍ أخضر يخلو من الاوراق قد رُمي بجانب الطريق المؤدي الى بيتي , فتناولت هذا الغصن , وصرت الّوح بهِ , وافكر ..
من رمى بهذا الغصن ؟ وما هو؟ ومن اي نوعٍ من الاشجار هو ؟ فشغلت تفكيري فيه هنيهةً .
وقلت لنفسي : لماذا لا آخذه معي ؟ واغرسه في ارضي , واسقيه ؟ منها اكتشف ما اصل هذا الغصن , واعملُ خيراً , ولعلي استفيد منه ثماراً او ظلالاً .
ولم اكذب خبراً . فأخذته لبيتي , وهيأت لهُ مكاناً في ارضي وسقيته .
فسألت نفسي مراراً : هل يا ترى يعيش هذا الغصن عندي ؟
وأن عاش ... هل هناك فائدة غير الظل تُرجى منه ؟
لاني لا اعرف عن اصله شيء ومن اي شجرة قد طُرح .!
وبعد فترة من الزمن واذ بهذا الغصن قد أورق ( يعني صار لهُ جذورٌ حسب خبرتي الضعيفة بالزراعة ).
فعاد السؤال لي مرّة اخرى : هل يثمر ؟ ولكن هذه المرة وانا مُتفائل .
فعلمت انه لا . ويحتاج للصبر حتى يكبر ويصبح شجرة .
فخفتُ ان يذهب تعبي سدىً . ويكون حرجياً او لشجرة لا احب ثمارها !
فخطر ببالي فكرة : وهي ان اُركب على ساقها غصناً آخر من شجرة اعرفها واعرف ثمارها .
فأستشرت احد العاملين بالزراعة عن كيفية التركيب .
ونفذت الفكرة على الفور .
ومع العناية الحثيثة واذ بهذا الغصب الجديد قد أطلع اوراقاً هو الاخر ... لقد نجحت .
ولم تسعني الدنيا من الفرحة على هذا الانجاز . فصرت اعتني بهذه الشجرة أكثر وأكثر . فأخذت جل وقتي , اُقلب تربتها , اُقلمها , اسقيها ....
ومرت سنةُ وانا اتابعها غصناً غصناً . حتى صارت شجرة كبيرة
فأتى فصل الربيع واذ بها تزهر ...